تقديم
ان الاهتمام الاعلامي والسياسي الذي اصبحت حركات الاسلام السياسي في المغرب موضوعا له يستمد مبرراته من تظافر عدة معطيات واحداث لعل ابرزها:
-الحضور الجماهيري القوي والمنظم للحركة الاسلامية بمختلف تنظيماتها,في المسيرات التي شهدها المغرب في السنوات الاخيرة كمناسبة التضامن مع الشعبين العراقي والفلسطيني,او من اجل مناهضة مشروع خطة ادماج المراة في التنمية ” مسيرة 12مارس 2000بالدارالبيضاء”
-خروج تنظيمات اسلامية ذات منحى راديكالي الى العلن وضلوعها في عمليات التصفية الجسدية بتهمة الخروج عن الدين” التكفير والهجرة –الصراط المستقيم…” او في الاحداث الارهابية التي هزت الدار البيضاء ليلة 16ماي2003والصقت التهمة الى المحسوبين على السلفية الجهادية .
-الصعود القوي لحزب العدالة والتنمية كحركة اسلامية مشاركة في اللعبة الديموقراطية وذلك عبرحصوله على 42مقعدا في البرلمان واحتلاله بذلك الرتبة الثالثة ضمن القوى السياسية المشاركة في انتخابات 27شتنبر2002.
1-كرونولوجيا الحركات الاسلامية في المغرب وجذورها النظرية :
حتى اواخرالستينات من القرن الماضي لم يعرف المغرب نشوء تنظيمات سياسية اسلامية رغم مرورعدة عقود على تاسيس حركة الاخوان المسلمين في مصر سنة 1928وامتداد تاثيرها الى عدة بلدان عربية وما يمكن ملاحظته في هذه الفترة هو ان الاحزاب المتواجدة في الساحة السياسية كانت ذات نزوع وطني ديموقراطي او اشتراكي وتضم شخصيات ذات خلفية اسلامية ولكنها لم تتخذ من الاسلام مرجعية ايديولوجية في ممارستها السياسية .
ا-حركة الشبيبة الاسلامية :
ترجع البدايات الاولى لحركة الاسلام السياسي في المغرب الى بداية السبعينات حيث برز اول تنظيم اسلامي سياسي بالمعنى الحزبي ممثلا في ” الشبيبة الاسلامية ” التي اسسها عبد الكريم مطيع وهو احد الاعضاء السابقين في حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والذي سيتحول فيما بعد الى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية .
واعتمدت حركة الشبيبة الاسلامية اسلوب العمل بجناحين احدهما ” دعوي-تربوي ” بقيادة زعيم الحركة والثاني ” سري-جهادي ” يتولى قيادته ” عبد العزيز النعماني” وقد حدث ذلك تحت تاثيرالادب السياسي والحركي للاخوان المسلمين في مصر,حيث مثلت افكار ” سيد قطب ” الراديكالية القائمة على فكرة حرق المراحل واعتماد العنف لتحقيق الغايات “السامية” المتمثلة في مواجهة “المجتمع الجاهلي ” والرد على ” قوى الالحاد”.
ولذلك وجهت الشبيبة الاسلامية صراعها منذ البداية ضد قوى اليسار بشكل رئيسي خصوصا وان ظهور الحركة قد تزامن مع مناخ سياسي شهد صعودا للنزعة الشعبوية في المجال السياسي المغربي من خلال بروز تنظيمات يسارية ذات ميول ماركسية-لينينية مثلتها كل من منظمتي ” 23مارس” و ” الى الامام ” ومالبثت حركة الشبيبة الاسلامية ان تعرضت للحل بعد ضلوع افرادها وقياداتها في جرائم اعتداء واغتيال كانت ابرزها جريمة اغتيال اليساري ” عمربن جلون” في نهاية 1975.
ب- حركة التوحيد والاصلاح وحزب العدالة والتنمية :
مع مطلع الثمانينات عادت مجموعة كبيرة من الاعضاء السابقين في حركة الشبيبة الاسلامية الى ممارسة العمل السياسي والتربوي في اطار تنظيم جديد يحمل اسم حركة ” الاصلاح والتوحيد”- عبد الاله بن كيران- ما لبث ان اندمج مع” رابطة المستقبل الاسلامي”- احمد الريسوني في اطار تكتل اسلامي عرف باسم حركة التوحيد والاصلاح وبعد سنوات من العمل التربوي- الدعوي- والاستقطاب السياسي ستلتقي رغبة جزء من حركة” التوحيد والاصلاح” في الحصول على الشرعية مع ارادة النظام في دمج الحركة الاسلامية في الحقل السياسي الرسمي وهكذا ستدخل حركة التوحيد والاصلاح في اندماج محدود مع حزب ” الحركة الشعبية الديموقراطية” الذي يتزعمه الدكتور”عبد الكريم الخطيب” وهو عبارة عن حزب متهالك ليس له حضور فعلي في الساحة السياسية وزعيمه من المقربين جدا للنظام الملكي.
وقد تم ذلك في اطارما سمي بمؤتمر الالحاق وسيعقبه المؤتمر الثاني الذي جعل الاسلاميين يستقرون على اسم ” العدالة والتنمية “.
وبالاضافة الى الاكراهات التي رافقت مسار التاسيس بالنسبة لهذا التنظيم الاسلامي,غالبا ما تميزت علاقته ببعض الاحزاب الوطنية ومكونات المجتمع المدني علاوة على النظام بنوع من التوتروخاصة بعد احداث الدارالبيضاء حيث اضطر الحزب الى امتصاص الانتقادات والمواقف المضادة التي واجهته بها هذه الاطراف والى تعديل الكثير من مواقفه السياسية.
ج- جماعة العدل والاحسان :
جماعة العدل والاحسان هو الاسم الذي انتهت اليه تجربة التاسيس مع بداية الثمانينات لاكبر تنظيم سياسي اسلامي في المغرب من حيث عدد الاتباع وذلك على يد زعيمها الروحي والسياسي الشيخ “عبد السلام ياسين” الذي يمتزج مساره الخاص بمسار تشكيل هذا التنظيم…
فبعد مرحلة الانتماء الى الصوفية – الزاوية البودشيشية- التي امتدت ما بين 1965-1974 بدا الشيخ ياسين ممارسة العمل السياسي على نحو متطرف او راديكالي من خلال توجيهه لرسالة ” الاسلام او الطوفان ” 1974 الى الملك الراحل الحسن الثاني والتي تضمنت نقدا لاذعا وغير مسبوق للنظام الملكي مفاده ان الخيار الوحيد امام الملك هو العمل بالاسلام والا فان سيل الثورة سيجرف كل شيء… ومن المعروف ان هذه الرسالة كلفت ياسين ما يقرب من ثلاث سنوات من الحجز في مستشفى الامراض العقلية وبعد ذلك تراوحت وضعيته بين السجن والاقامة الجبرية التي لم يتم رفعها عنه الا بعد رحيل الحسن الثاني.
وتستلهم جماعة العدل والاحسان مثل بقية مكونات الحركة الاسلامية المغربية افكار الاخوان المسلمين كما يتجلى ذلك في الدعوة الى العودة الى الاسلام كمنهج للحكم والتمسك بينابيعه الاولى ” القران والسنة” او في اعتبار حكم الخلفاء الراشدين النموذج الذي ينبغي الاقتداء به في التطبيق البشري للاحكام الالهية.
غير ان الجماعة وتحت تاثير مؤسسها وزعيمها الروحي والسياسي ” ياسين” تنهل ايضا من الفكر الصوفي الذي يمثل احد مصادر الاسلامية السياسية في المغرب. فانشقاق ” ياسين” عن الزاوية البودشيشية تم انطلاقا من اعتباره ان العمل السياسي يظل من مقومات الحركة الصوفية ,كما يثبت ذلك تاريخ الزوايا الصوفية في المغرب ومن جهة اخرى لم يقطع ” ياسين” مع تقاليد الصوفية حيث ما زال وجوده على راس التنظيم ومرتبة القداسة التي يتمتع بها عند العديد من اعضاء الجماعة بمثابة مؤشرات على حضور النزعة الصوفية في العمل السياسي لجماعة العدل والاحسان.
د- التيار المتطرف:
تعود الارهاصات الاولى لتشكل التيار الديني المتطرف في المغرب الى بداية التسعينات وقد اقترن ظهوره لما شهدته المرحلة من خلاف فقهي او ديني حول قضية جواز الاستعانة بالكافر عقب دخول الجيوش الغربية الى الاراضي العربية وخاصة منها اراضي العربية السعودية التي تحتضن الاماكن المقدسة دينيا م طرف المسلحين وذلك في اطار حرب الخليج الاولى-1991-
عرف هذا التيار باسماء مختلفة اقترنت باحداث معينة:
يونيه- يوليوز2002 : بروز اسماء لمجموعات متطرفة ثم اعتقال بعض اعضائها بعد تورطهم في عمليات اختطاف وقتل بتهمة الخروج عن الدين ” التكفير والهجرة- الصراط المستقيم ” يوسف فكري ومن معه.
احداث 16 ماي 2003: بروز اسم ” السلفية الجهادية ” بعد اعتقال العديد من اعضاء وشيوخ هذا التنظيم بتهمة الضلوع في العملية الارهابية التي مثلت في نظر العديد من المراقبين نهاية لما كان يسمى بالاستثناء المغربي.
احداث 11 مارس ” مدريد” بروز اسم ” الجماعة الاسلامية المقاتلة” وغيرها بعد تورط العديد من المغاربة المهاجرين في التفجيرات الارهابية في مدريد. ورغم هذا التنوع الفسيفسائي في التسميات تلتقي هذه التنظيمات في تبني افكار ومواقف متطابقة حول قضايا متنوعة تشكل ثوابت التطرف الديني-السياسي التي تتفق بصددها الجماعات الدينية المتطرفة في العالم العربي الاسلامي ” الحاكمية- الجاهلية- التكفير- رفض قيم الحداثة- الجهاد- تبني العنف- الكذب…” وتستمد هذه التنظيمات جذورها النظرية – الفكرية من افكار ” ابن تيمية” – ق 14 م- والتي تقوم على تكفيرالحكام والتفسير الحرفي للنص القراني ومقاومة البدع مع رفض التاويل العقلي للنص .
يوسف زعناني – هولاندا
لله الامر من قبل ومن بعد
وما تفرقوا إلا من بعد ماجائتهم البينة
موضوع جميل والموعد في الجزء الثاني وشكرا لزايو سيتي في نشرها لمثل هذا المقال الرائع
مصير بن كيران هو مصير عبد الرحمان اليوسفي وعباس الفاسي والكعكة سياكل منها اسبوع الفرس وموازين وكيريزوالبقية الله اعلم شكرا لصاحب المقال وشكرا لموقع زايو سيتي
تواجد الحراكات الاسلامية بالمغرب متنوعة مشاربها يعود لقرون من
الهجرية الاولى
بعد ظهور الدين الاسلامي في الجزيرة العربية أي ببلاد الحجاز وبعد حكم الرسول وخلافة الخلافاء الراشدين بزغت ونشبت صراعات ذو طابع سياسي حول من له أحقية بتولي زمام الحكم فنتج وتمخض عن هذا الصراع السياسي فريق أعلن انشقاقه وانفصاله عن الدولة والخلافة الاسلامية انذاك وسمي هذا الفريق المتمرد بالخوارج هم أصلا الشيعة اليوم خشية من ملاحقتهم ومتابعتهم لجأوا الى شمال افريقيا واستوطنوا خاصة بالمغرب وهناك ايديولوجية صوفية ظهرت في عهد الرسول قبل نشوب الصراعات السياسية وأبغض الدين الاسلامي فكرة الزهد في الحياة وأمقت ايضا الغلو في الدين حيث أن الدين دين وسطية والاعتدال فبعد وفاة الرسول قمعت الصوفية في بلاد الحجاز ولم يسمح لها بالتعبد بطريقتها اذ تعتبر بدعة وضلال منافية لسنة رسول الله ففرت ولجأت ايضا الى المغرب في القرون الاولى من الهجرية فوجدت في هذه البلاد مبتغاها من حيث أمنها وأرض خصبة لغرس نظريتها ونمائها نعم هكذا حققت هذفها مستغلة جهل وأمية الشعب المغربي بأمور دينهم فبعد بسط نفوذها تولت زمام حكم وذلك بطريقة تأسيس الزوايا وأخضاع الناس تحت حكم المرشد أو ولي الزاوية والجماعة واخضاع الناس لطقوس تعبدية صوفية وتزامن ايضا في تلك العصور فرار الاسر الحاكمة في الجزيرة العربية جراء انقلابات وصراعات وتمرد سياسي فوجدت في المغرب ملاذا آمنا فعملت ووطدت علاقتها مع الزوايا وشيوخها لتعبئ المغاربة واخضاعهم للحكم وتقديم البيعة والولاء للاسر الحاكمة
فالمغرب عرف منذ العصور بعد ظهور الاسلام هجرة اليه متنوعة فتارة حركات اسلامية لها نظرية تعبدية وتارة اسر حاكمة فاشلة في تدبير الشؤون السياسي ففرت من هول الصراع والاقتتال حول الحكم
مالله لله وما لقيصر لقيصر
موضوع جميل لا يمكن ان يصدر الا عن انسان متمرس في المجال السياسي
السلام عليكم عندي بحث حول الحركات الاسلامية بالمغرب
واطلب منك المساعدة ان امكن